العديد من النقط السوداء في السماء كانت تتحرك في السماء المشرقة التي يكسوها الضباب مما لفت نظر الويتشر …..اخذ يحدق بها الى ان اعرف انها الطيور كانوا يسيرون في دوائر ثم ينقضون فجأة على اليابسة ثم يحلقون مجددًا اخذ الويتشر يتتبع حركة الطيور لفترة ثم اخذ يحسب كم الوقت الازم ليصل الى هناك بالاخذ في الاعتبار شكل الارض وعمق الوادي وفي النهاية ارتدى معطفه واحكم رباط حزامه وكان سيفاه مربوطين في ظهره مشيرين للسماء ثم اخذ حصانه روتش الى المنطقة التي تحوم حولها الطيور …

مشى الفرس مطيعا لجيرالت الذي كان يتسال ما السبب الذي يدفع كل هذه الطيور لهذه البقعة هل هو ظبي ميت ؟ ولكن من يدري ؟ اتجه الويتشر نحو الوادي وكان هناك جانبين يفصلهم اخدود مر الويتشر بسهولة بسبب جفاف الماء فيه وخلوه من الاشواك السوداء وعلى الجانبالاخر وجد الويتشر بعض الاشجار المقطوعة .

اما الطيور كان اخافها ظهور الويتشر وارتفعت لاعلى مصدرة اصوات مزعجة …..عندما هربت الطيور راى الويتشر بوضوح الجثة كانت مرتدية سترة بيضاء من جلد الغنم وفستاناً ازرق كانت هناك جثة اخرى ولكن لم يرها الويتشر لان ثلاث ذئاب كانت تحوم حولها وبين الحين والاخر ترمقه بنظراتها الشرسة قفز الويتشر من حصانه وهربت الذئاب …..لم يكن للمراة ذات الفستان الازرق اي وجه او حنجرة مر الويتشر بجانبها ولم ينحني ليفحصها اما الرجل الذي كانت تحوم حوله الذئاب كانت كتفه وظهره مغطيين بشقوق سوداء مليئة بالدم الجاف وكان من الواضح ان الرجل مات بسبب ضربة في الرقبة وليس بسبب الذئاب

كان الرجل يحمل حقيبة جلدية مع حزام واسع بجانب سيف قصير في غمد خشبي مزق الويتشر الحقيبة وافرغ محتواياتها على الارض واحدة تلو الاخرى كان هناك صندوق من البارود وقطعة من الطباشير وشمع وحفنة من العملات الفضية وسكين حلاقة قابل للطي واذن ارنب وثلاثة مفتاح وتعويذة وثلاث رسائل اثنان منهم كتبا على القماش كانتا رطبتين بالمطر والندى ولا يمكن قراءتهما اما الثالثة كانت مكتوبة علىمخطوطة كانت مليئة بالرطوبة ولكن يمكن قراءتها كانت ورقة ائتمان قدمها مصرف الاقزام في موريڤيل الى تاجر يدعى رول اسپر، او اسپنو لم يكن بمبلغ كبير

رفع جبرالت يد الجثة اليمنى ليرى ما توقع كان خاتم نحاسي الخاص برابطة الحرفيين عليه خوذة منمقة مع قناع وسيفان متقاطعان وتحتها الحرف (a) عاد الويتشر ليفحص جثة المرآة وفيما كان يقلب جثتها وغزه شئ في اصبعه وردة مثبتة على ثوبها قد ذبلت الزهرة ولكنها لم تفقد لونها وكانت اول مرة لجيرالت يرى فيها هذه الزهرة

وعند قلبها لاحظ الويتشر علامات عض واضحة ولم تكن لذئب فتراجع الويتشر بحرص وصعد الي حصانه واخذ يتجول في المكان عدةمرات متفحصا الارض عن كثب

قال بهدوء القضية واضحة بشكل معقول. وصل صانع الأسلحة والمرأة على ظهر الخيل من اتجاه الغابة. كانوا في طريقهم إلى ديارهم من موريفيل، لأن أحدا لا يحمل ورقة ائتمان غير مدفوعة لفترة طويلة. لماذا سيسلكون هذا الطريق ولا يتبعون الطريق السريع؟ لا أعرف لكنهم كانوا يعبرون الحدود جنباً إلى جنب ثم مرة أخرى، لا أعرف لماذا نزلوا أو سقطوا من خيولهم. الحرفي مات على الفور وركضت المرأة،ثم سقطت وماتت، وما هاجمها لم يترك أي آثار سحبها على الأرض، وحنجرتها بين أسنانها. الخيول هربت. حدث هذا قبل يومين أو ثلاثة

لم يكن ما قتلهم مستذئبا لم يكن ليترك كل هذه البواقي خلفه لم يكن ايضا وحش كيكيمورا فلا توجد مستنقعات هنا … كشف الويتشرسيفا اخر على ظهر الحصان كان مربوطا بالسرج سيفا مزخرفا ومقبضا اسودا مموَّجا

قال الويتشر لروتش '' نحن سنسلك طريقا ملتفا من الأفضل أن نتحقق من سبب قيادة هذه المرأة و صانع الأسلحة عبر الغابة وليس عبر الطريق السريع. إذا تجاهلنا مثل هذه الحوادث، لن نكسب أبدا ما يكفي من أجل طعامك ، أليس كذلك؟ "

تقدم الويتشر على ظهر روتش وقام بتجاوز التجويفات بعناية كان يعلم جيرالت ان سبب كل هذا ليس مستذئبا ولكنه لم يكن ليخاطر

قام جيرالت بفك سترته قليلاً وسحب ميدالية منقوش عليها شعار الذئب معلقة على سلسلة من الفضة، تتأرجح صعودا وهبوطا على ايقاع مشية الحصان، متلألئة في اشعة الشمس كالزئبق.

2021/07/25 · 1,347 مشاهدة · 625 كلمة
نادي الروايات - 2024